سلسلة مصر الحضارة: "ماذا تعرف عن...؟" المتحف المصري في القاهرة.
المتحف المصري في القاهرة: تاريخ وحضارة
يعد المتحف المصري في القاهرة واحداً من أشهر وأهم المتاحف في العالم، وهو يضم مجموعة ضخمة من الآثار المصرية القديمة التي تعكس حضارة مصر الفرعونية الغنية والعريقة. تم تأسيس المتحف عام 1835 وكان مقره في البداية في قصر الأمير عمر طوسون، ثم تم نقله إلى المبنى الحالي في ميدان التحرير في عام 1902. هذا المتحف يُعد من أبرز المعالم السياحية والثقافية في مصر والعالم.
تاريخ المتحف المصري
تعود فكرة إنشاء المتحف المصري إلى بداية القرن التاسع عشر عندما بدأ الاهتمام بالتنقيب عن الآثار المصرية القديمة، خاصة في عصر محمد علي باشا. في البداية، كانت الآثار المصرية تُعرض في أماكن متفرقة، ولكن مع تزايد الاكتشافات، كان لابد من إنشاء متحف مركزي يجمع هذه الآثار. في عام 1835، أصدر محمد علي باشا أمرًا بتأسيس "دار الآثار المصرية" لعرض ما يتم اكتشافه من آثار، وفي عام 1858 تم افتتاح أول متحف في القاهرة، وكان يضم بعض القطع الأثرية الهامة.
في عام 1902، تم نقل المتحف إلى مقرّه الحالي في ميدان التحرير، حيث تم بناء المبنى على طراز معماري فاخر يعكس عظمت الحضارة المصرية. صممه المعماري الفرنسي ماريو براك، ويعتبر من أبرز الأمثلة على العمارة الأوروبية في مصر في تلك الفترة.
محتويات المتحف المصري
يضم المتحف المصري في القاهرة أكثر من 120,000 قطعة أثرية تغطي مختلف العصور التاريخية للحضارة المصرية القديمة، من العصور المبكرة وصولاً إلى العصور المتأخرة. من أبرز القطع التي توجد في المتحف:
1. كنوز الملك توت عنخ آمون: يعد هذا المعرض من أبرز معارض المتحف، حيث يضم الآلاف من القطع التي كانت في مقبرة الملك توت عنخ آمون، بما في ذلك قناع المومياء الذهبي الشهير للملك توت عنخ آمون، والذي يعتبر من أبرز رموز الحضارة المصرية.
2. التماثيل الفرعونية: المتحف يحتوي على العديد من التماثيل الفرعونية التي تمثل مختلف العصور، من أهمها تمثال الملك رمسيس الثاني وتمثال الملكة حتشبسوت.
3. مومياوات الملوك والفراعنة: يضم المتحف قسمًا خاصًا يحتوي على مومياوات لعدد من ملوك الفراعنة، مثل مومياء الملك رمسيس الثاني وملكة مصر الشهيرة "أمنيريس"، وهو قسم يعكس فن التحنيط والتقنيات التي كانت تستخدم للحفاظ على الجثث في العصور الفرعونية.
4. آثار من العصور المختلفة: المتحف يضم أيضًا آثارًا من العصور الفرعونية المختلفة، مثل الفخار والنقوش والبرديات التي تمثل الحياة اليومية والدينية والاجتماعية في مصر القديمة.
دور المتحف المصري في الثقافة والتعليم
يُعتبر المتحف المصري بمثابة مركز ثقافي وتعليمي هام، حيث يساهم في نشر الوعي بالحضارة المصرية القديمة وأهميتها على مر العصور. كما يستقطب المتحف السياح والباحثين من جميع أنحاء العالم لدراسة تاريخ مصر العريق وفهم تطور الثقافات الإنسانية.
التجديدات المستقبلية والمتاحف الجديدة
في السنوات الأخيرة، شهد المتحف المصري عمليات تجديد وتحديث لتحسين عرض القطع الأثرية وجعلها أكثر جاذبية للزوار. من أبرز هذه المشاريع هو المتحف المصري الكبير الذي يجري بناؤه بالقرب من الأهرامات في الجيزة، والذي سيكون أكبر متحف في العالم مخصص للآثار المصرية القديمة.
المتحف المصري في القاهرة سيظل علامة بارزة في تاريخ مصر الثقافي، ويواصل تقديم أفضل ما في حضارة مصر الفرعونية للزوار من مختلف أنحاء العالم.
