سلسلة مصر الحضارة: "ماذا تعرف عن.....؟" متحف بيت الأمة

هو أحد المتاحف التاريخية الشهيرة في القاهرة، مصر. ويعد من المعالم الهامة التي تحتفظ بتاريخ مصر الحديث، خاصة في فترة الثورة المصرية 1919، ويُعد هذا المتحف ذاكرة حية للنضال المصري ضد الاحتلال البريطاني.
تاريخ تأسيس المتحف:
يعود تاريخ متحف بيت الأمة إلى بداية القرن العشرين، حيث كان المنزل الذي يضم المتحف هو مقر إقامة سعد زغلول، زعيم الحركة الوطنية المصرية في أوائل القرن العشرين. وقد تم تحويل المنزل إلى متحف بعد وفاته، ليُحتفظ فيه بمقتنياته الشخصية وأدواته التي تُعبّر عن سيرته ومسيرته السياسية والنضالية في مواجهة الاحتلال البريطاني. المتحف يُعد بمثابة تكريم لشخصية سعد زغلول، الذي قاد ثورة 1919 ضد الاستعمار البريطاني وكان رمزًا من رموز الكفاح الوطني في مصر.
أصل تسمية "بيت الأمة":
تُعتبر تسمية منزل سعد زغلول بـ"بيت الأمة" قصة ذات دلالات عميقة، وتعكس مكانة الزعيم الوطني في قلوب المصريين.
قصة التسمية:
يعود أصل التسمية إلى حادثة وقعت في بداية القرن العشرين. بعد أن قابل سعد زغلول ورفاقه المندوب السامي البريطاني لمناقشة مطالب الشعب المصري، بدأ في جمع التوقيعات على عريضة تطالب بالاستقلال.
في أثناء مناقشة صياغة العريضة، دار نقاش حاد بين سعد زغلول وبعض قادة الحزب الوطني حول صيغة التوكيل الذي سيمنح لسعد زغلول ورفاقه لتمثيل الشعب المصري أمام السلطات البريطانية.
أصرت بعض الأصوات على أن التوكيل يجب أن يكون باسم الحزب الوطني، ولكن سعد زغلول أصر على أن يكون التوكيل باسم "الأمة المصرية" جمعاء، ليعبر عن وحدة الشعب وتضامنه في المطالبة بحقوقه.
أثناء هذا النقاش الحاد، قيل أن أحد الحاضرين قال لسعد زغلول: "هذا بيت الأمة"، فرد سعد زغلول بابتسامة: "وأنا متنازل عن هذه الإضافة". ومنذ ذلك الحين، لُقب منزل سعد زغلول بـ"بيت الأمة".
مكان المتحف:
يقع متحف بيت الأمة في شارع سعد زغلول في محافظة القاهرة .
محتويات المتحف:
يضم متحف بيت الأمة مجموعة كبيرة من المقتنيات الشخصية لسعد زغلول، بالإضافة إلى العديد من الوثائق التاريخية التي تتعلق بحركة الثورة المصرية 1919 والاحتلال البريطاني. أهم المقتنيات التي يمكن العثور عليها في المتحف:
1. المقتنيات الشخصية لسعد زغلول: يتضمن المتحف بعض أدواته الشخصية، مثل ملابسه، نظارته، أوراقه الخاصة، وبعض الكتب التي كانت مفضلة لديه.
2. صور تاريخية: تحتوي جدران المتحف على مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي تُوثق حياة سعد زغلول، بداية من مراحل حياته المبكرة وحتى مشاركته في الحركة الوطنية، بما في ذلك صور أثناء فترة نفيه في جزيرة مالطة بعد ثورة 1919.
3. وثائق تاريخية: يحتفظ المتحف بمجموعة من الوثائق التي تروي أحداث كفاح المصريين ضد الاحتلال البريطاني، ومن بين هذه الوثائق توجد رسائل سياسية ومراسلات بين سعد زغلول والقادة الوطنيين، بالإضافة إلى وثائق تتعلق بالثورة الوطنية 1919.
4. أثاث المنزل: يُعرض في المتحف الأثاث الذي كان يستخدمه سعد زغلول في حياته اليومية داخل منزله، مما يساعد الزوار على تصور الحياة الشخصية لهذا القائد الكبير.
5. الكتب والكتب النادرة: يوجد في المتحف مجموعة من الكتب التي كانت جزءًا من مكتبة سعد زغلول، ويظهر من خلالها اهتمامه بالأدب والفكر السياسي، إضافة إلى كتب تاريخية وثقافية كانت تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل وعيه الوطني.
نقل جثمان سعد زغلول للضريح:
وفي عام 1936 تشكلت حكومة الوفد برئاسة مصطفي باشا النحاس وطلبت أم المصريين لنقل جثمأن سعد باشا إلى ضريحه بشارع الفلكي والذي يطل عليه بيت الأمة وحدد النحاس باشا يوم 19 يونيو عام 1936 للاحتفال بنقل رفات زعيم الأمة بعد أن ظل في مقبرة الامام الشافعي تسعة أعوام تقريبا وفي اليوم السابق للاحتفال ذهب النحاس باشا مع بعض رفاق سعد زغلول إلى المقبرة سرا للاطمئنأن على رفاته قبل نقلها ظناً منهما أنه ربما حدث أو يحدث شيئاً لرفاة زعيم الأمة، وكأن معهما محمود فهمي النقراشي باشا ومحمد حنفي الطرزي باشا والمسئول عن مدافن الإمام الشافعي ولفوا جسد الزعيم الراحل في أقمشة حريرية ووضعوه في نعش جديد ووضعوا حراسة على المكان حتى حضر كل من أحمد باشا ماهر رئيس مجلس النواب ومحمود بك بسيوني رئيس مجلس الشيوخ في السادسة من صباح اليوم التالي ثم توالى الحاضرين إلى المقبرة من الوزراء والنواب والشيوخ وحمل النعش على عربة عسكرية تجرها 8 خيول واخترق موكب الجنازة للمرة الثأنية القاهرة من الامام الشافعي حتى وصل إلى موقع الضريح بشارع الفلكي وكأن قد أقيم بجواره سرادق ضخم لاستقبال كبار رجال الدولة والمشيعين من أنصار سعد وألقى النحاس باشا كلمة مختارة في حب زعيم الأمة جددت أحزان الحاضرين ودمعت عيناه وبكت أم المصريين بكاء شديداً ونقلت صحافة مصر تفاصيل نقل الجثمان إلى الضريح وكتبت مجلة «المصور» تفاصيل نقل الجثمان تحت عنوأن «سعد يعود إلى ضريحه منتصرا»بكاء شديداً ونقلت صحافة مصر تفاصيل نقل الجثمان إلى الضريح وكتبت مجلة «المصور» تفاصيل نقل الجثمان تحت عنوأن «سعد يعود إلى ضريحه منتصرا»
أهمية متحف بيت الأمة:
يُعتبر المتحف بمثابة مركز ثقافي وتاريخي مهم يعكس دور سعد زغلول في تاريخ مصر الحديث. فقد كان زغلول أحد أبرز القادة الذين قادوا حركة التحرر الوطني ضد الاستعمار البريطاني، وكان له دور بارز في تأسيس حزب الوفد، الذي لعب دورًا كبيرًا في التاريخ السياسي المصري. من خلال هذا المتحف، يمكن للزوار أن يتعرفوا على نضال الشعب المصري في تلك الحقبة وكيف كان شخصية سعد زغلول محورية في تلك الفترة.
المتحف أيضًا يعد مكانًا هامًا لتثقيف الأجيال الجديدة بتاريخ مصر السياسي والنضالي، كما أنه بمثابة حلقة وصل بين الماضي والحاضر، حيث يساهم في تعزيز الوعي الوطني وتشجيع الفهم العميق لمفاهيم الاستقلال والحرية.
الأنشطة الثقافية والتعليمية في المتحف:
على الرغم من أنه متحف مخصص لسرد تاريخ شخصية وطنية واحدة، إلا أن المتحف يعقد العديد من الفعاليات الثقافية والتعليمية من أجل تعزيز الوعي التاريخي، بما في ذلك:
- الندوات والمحاضرات: يتم تنظيم ندوات تفاعلية وورش عمل للشباب والطلاب، حيث يتم تسليط الضوء على فترة كفاح سعد زغلول والنضال ضد الاحتلال.
- معارض مؤقتة: يقوم المتحف أحيانًا بتنظيم معارض تسلط الضوء على جوانب أخرى من تاريخ مصر أو متعلقة بالثورة المصرية بشكل عام.
- الجولات الإرشادية: يقدم المتحف جولات إرشادية للزوار للتعرف على محتوياته وتاريخ سعد زغلول وحركة الوفد بشكل أعمق.
خلاصة:
متحف بيت الأمة هو مكان تاريخي هام في قلب القاهرة، ليس فقط لأنه يروي قصة سعد زغلول، بل لأنه يمثل نقطة محورية في تاريخ مصر الحديثة، فهو شاهد على الكفاح الوطني ضد الاحتلال البريطاني والتطلع للحرية والاستقلال. من خلال المقتنيات والوثائق المعروضة، يوفر المتحف للزوار تجربة فريدة للتعرف على الشخصية الوطنية الكبيرة والتاريخ المصري الحديث.