سلسلة مصر الحضارة: "ماذا تعرف عن...؟" متحف الزعيم جمال عبد الناصر

سلسلة مصر الحضارة: "ماذا تعرف عن...؟" متحف الزعيم جمال عبد الناصر

هو أحد المتاحف الشهيرة في القاهرة، مصر، ويخصص للاحتفاء بتاريخ جمال عبد الناصر، الزعيم المصري الذي تولى رئاسة جمهورية مصر العربية من عام 1954 حتى وفاته في 1970. يعتبر المتحف من المعالم التاريخية المهمة التي تروي قصة حياة أحد أبرز القادة في تاريخ مصر والعالم العربي، ويستعرض فترة حكمه التي شهدت العديد من التحولات السياسية والاجتماعية.

موقع متحف جمال عبد الناصر:

يقع المتحف في منطقة منشية البكري، في حي الزمالك بالقاهرة، في المنزل الذي عاش فيه الزعيم جمال عبد الناصر مع أسرته خلال فترة حكمه. هذا الموقع يحمل أهمية خاصة لأنه يعكس جانبًا شخصيًا وحميمًا من حياة عبد الناصر، كما يعكس الأحداث الكبرى التي مرت بها مصر في تلك الفترة.

 المنزل:

في مواجهة قاعة المقتنيات ممر يؤدي إلى قلب منزل عبد الناصر والذي لا يزال قائما على حاله كما كان عليه قبل عقود بعد خضوعه بالطبع لعمليات الترميم.

الممر تطل على جانبيه صورا لعائلة الرئيس الراحل على فترات متباعدة إلا أن الملفت أنهم جميعا مبتسمون في تلك الصور وكأنهم يرحبون بالضيوف ما يخلق أجواء حميمية للزائرين.

صورة عائلة الراحل الزعيم جمال عبدالناصر

يؤدي الممر إلى بهو المنزل وهو مكسو بالرخام الأبيض وتتوسطه ثريا كبيرة ويتفرع منه جناحان الأول هو مكتب الرئيس ومعاونيه والثاني لاستقبال الضيوف من رؤساء ومسؤولين وغرفة جانبية للنساء.

تاريخ وطن:

في الطابق الاضي توجد قاعة باسم"حكايه شعب" و هي تضم شاشات عرض ، لعرض اهم الاحداث المصرية التاريخية و من بينها خطبة للرئيس الراحل  جمال عبدالناصر عن تأميم قناة السويس.

قاعة "حكاية شعب"

في الطابق الثاني يعرض المتحف بانوراما كاملة لتاريخ مصر منذ قيام ثورة يوليو تموز 1952 ثم إعلان الجمهورية في 1953 مرورا بمحاولة اغتيال عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية 1954 وإعلان قرار تأميم قناة السويس في 1956 وبناء السد العالي وصولا إلى القمة العربية في 1970 التي توفي بعدها مباشرة.

وكان هذا الطابق في السابق يضم نحو 16 غرفة تخص أبناء وعائلة الرئيس الراحل قبل إعادة تهيئة المكان وإزالة الجدران ليصبح معظم الدور قاعة عرض واسعة تضم مئات الصور والتسجيلات الصوتية والمرئية الخاصة بمصر في حقبتي الخمسينات والستينات.

بنهاية الجولة في الدور الثاني يظهر ممر جديد لكنه هذه المرة "ممر جنائزي" تكسو جدرانه صور جنازة عبد الناصر في أول أكتوبر تشرين الأول 1970.

وبالدخول إلى الممر تنساب إلى الآذان (أنشودة الوداع) التي رافقت تشييع جثمانه تتخللها أبيات من رثاء الشاعر عبد الرحمن الأبنودي للرئيس الراحل.

* النهاية

بعد أن يقطع زائر المتحف الممر الجنائزي يجد بعض المقتنيات الشخصية للرئيس مثل دبلة زواجه وقبعته العسكرية و(قناع الحياة) وهو قناع يصنع عن طريق سكب مادة الجص على وجه الميت من أجل الاحتفاظ بصورة طبق الأصل لآخر تعبير للمتوفي. وصنع هذا القناع المثَال جمال السجيني.

والغريب أن أسرة عبد الناصر لم تعلم بأمر هذا القناع في حينه بل قدمه نجل جمال السجيني إلى الأسرة بعد وفاة المثَال في 1977.

الآن وبعد هذه الجولة يصبح الزائر مهيئا للدخول إلى غرفة نوم الرئيس التي توفي فيها في 28 سبتمبر أيلول 1970.

 

تاريخ المتحف:

افتتح متحف الزعيم جمال عبد الناصر في عام 2016، وذلك في الذكرى الـ 46 لرحيله. وقد تم تحويل المنزل الذي كان يسكنه الزعيم في منطقة منشية البكري بالقاهرة إلى متحف، حيث كان هذا المنزل شاهداً على الكثير من الأحداث المهمة في حياة عبد الناصر، واستقبل العديد من الزعماء والقادة العالميين.

محتويات المتحف:

يحتوي المتحف على العديد من المقتنيات والوثائق التي تسلط الضوء على حياة جمال عبد الناصر، ومسيرته السياسية والعسكرية. أهم محتويات المتحف تشمل:

1.    المقتنيات الشخصية:

o       ملابس عبد الناصر: يعرض المتحف بعض الملابس الشخصية التي كان يرتديها الزعيم، بما في ذلك البدلات العسكرية والملابس الرسمية.

o       مكتبه الخاص: يوجد في المتحف نسخة من مكتب عبد الناصر، وبعض الأدوات التي كان يستخدمها في مكتبه أثناء فترات حكمه.

o       صور نادرة: يتضمن المتحف مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية التي تظهر عبد الناصر في مناسبات مختلفة مع شخصيات عربية ودولية، وأثناء لقاءاته مع القادة العالميين.

2.    الوثائق والمخطوطات:

o       يحتوي المتحف على العديد من الوثائق التاريخية التي تسلط الضوء على أهم مراحل حكم عبد الناصر، مثل وثائق ثورة 23 يوليو 1952، الاتفاقيات السياسية، رسائل دبلوماسية مع الدول الأخرى، ومذكرات سرية.

o       كما يعرض المتحف خطابات عبد الناصر الشهيرة التي كانت تُعد محورية في تاريخ مصر والعالم العربي، مثل خطاب "العدوان الثلاثي" 1956، وخطاب تأميم قناة السويس، والعديد من تصريحاته التي حازت على إعجاب شعوب المنطقة.

3.    المقتنيات العسكرية:

o       يحتوي المتحف على بعض الملابس العسكرية الخاصة بعبد الناصر، والأسلحة التي كانت جزءًا من تجهيزات الجيش المصري في فترة حكمه.

o       يعرض المتحف أيضًا بعض المقتنيات التي تروي قصة حرب 1956 (العدوان الثلاثي)، وحرب 1967، بالإضافة إلى مقتنيات تتعلق بسياسات عبد الناصر العسكرية في المنطقة.

4.    الكتب والمطبوعات:

o       يعرض المتحف مجموعة من الكتب التي كتبها عبد الناصر أو التي تتعلق به، بالإضافة إلى مجلات وصحف من تلك الفترة كانت تتناول سياساته الداخلية والخارجية.

o       كما يُعرض في المتحف العديد من الكتب التي تناولت حياة عبد الناصر، ويشمل ذلك مؤلفات لأشخاص مقربين من الزعيم أو كتاب عرب وأجانب درسوا تجربته.

5.    الأوسمة والجوائز:

o       يتم عرض عدد من الأوسمة والجوائز التي حصل عليها عبد الناصر خلال حياته، والتي كان قد حصل عليها من العديد من الدول تقديرًا لدوره في حركة التحرر العربي، مثل جائزة ستالين للسلام.

أهمية المتحف:

  • تسليط الضوء على تاريخ مصر الحديث: يُعتبر المتحف بمثابة مرجع حيوي لفهم فترة حكم عبد الناصر، وهي فترة محورية في تاريخ مصر الحديث، حيث شهدت تطورًا سياسيًا واجتماعيًا عميقًا. عبد الناصر كان جزءًا من ثورة يوليو 1952 التي أنهت الملكية وأدت إلى تأسيس الجمهورية.
  • تجسيد لروح "الناصرية": يعكس المتحف فكرة الناصرية، وهي الأيديولوجية السياسية التي وضعها عبد الناصر والتي شملت مبادئ العدالة الاجتماعية، الاستقلال الوطني، ووحدة العالم العربي.
  • التأثير في العالم العربي: عبد الناصر كان أحد أكبر رموز الوحدة العربية ومناهضة الاستعمار في الخمسينيات والستينيات. لذلك، يعتبر المتحف أيضًا مكانًا للاحتفال بإرثه في العالم العربي، الذي شهد أيضًا تأميم قناة السويس، ومساندة الحركات التحررية في أفريقيا وآسيا.

الأنشطة الثقافية والتعليمية:

  • المتحف لا يقتصر على مجرد عرض المقتنيات، بل يقوم بتنظيم فعاليات تعليمية ومحاضرات ثقافية للطلاب والزوار من مختلف الأعمار. هذه الفعاليات تهدف إلى نشر المعرفة حول حياة عبد الناصر، وأثر سياساته في العالم العربي.
  • كما يتم تنظيم معارض مؤقتة تسلط الضوء على فترات معينة في حياة عبد الناصر، مثل حرب 1967 أو العدوان الثلاثي 1956، مما يعزز من فهم الزوار لتاريخ هذه الأحداث الهامة.

خلاصة:

متحف جمال عبد الناصر هو واحد من أهم المتاحف التي تحكي تاريخ مصر الحديث، حيث يُركز بشكل خاص على حياة الزعيم الذي قاد ثورة 1952، وأدى إلى تغييرات جذرية في السياسة الداخلية والخارجية لمصر. المتحف ليس فقط مكانًا لعرض المقتنيات التاريخية، بل هو مركز ثقافي وتعليمي يقدم تاريخ الزعيم جمال عبد الناصر للأجيال الجديدة، ويُساعد في الحفاظ على إرثه في ذاكرة الشعب المصري والعربي.