مؤسسة شيحة تناقش وصايا طه حسين للمصريين في ثاني فعاليات البرنامج الثقافي لعام ٢٠٢٣

د.شيحة: لابد من تعزيز دور الجامعات لتكون مراكز للبحث العلمى بحرية مطلقة وبتمويل جيد
وائل لطفي: وصاياه خريطة طريق للمرور للمستقبل الأفضل للأجيال
نظمت مؤسسة جمال شيحة للتعليم والثقافة والتنمية المستدامة مساء أمس ثاني فعاليات البرنامج الثقافي "طه حسين مشروعاً للمستقبل" بحضور الأستاذ الدكتور سامي نصار عميد كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية بجامعة بدر، والأستاذ الدكتور جمال شيحة مقرر لجنة التعليم والبحث العلمي بالحوار الوطني، ورئيس مجس امناء مؤسسة شيحة، والكاتب الصحفي وائل لطفي رئيس تحرير جريدة الدستور، والكاتب الصحفي مصطفي طاهر محرر الشؤون الثقافية والفنية ببوابة الأهرام، واختتم اللقاء المطرب أحمد إسماعيل بفقرة فنية متميزة.
وفي مُستهَّل حديثة سرد «وائل لطفي» مسيرة حياة عميد الأدب العربي طه حسين، طموحه وكفاحه وثوريته ومنهجيته ومبادئه التي آمن بها وناضل من أجلها والمعارك التي خاضها من أجل التنوير والتغير، ومن أجل مجانية التعليم، وزواجه سوزان بريسو الفرنسية التي ساندته طيلة حياته وساعدته على الإطلاع أكثر فأكثر باللغة الفرنسية واللاتينية، لافتاً أن من يتأمل حياة طه حسين يجد فيها رسائل متعددة علي المستوى الانسانى والانجاز المعرفى وديَّن يُطوق أعناق كل المصريين ، هذا الرجل الذى رفع شعار "مجانية التعليم" وهو أول من نبه النخبة الحاكمة لضرورة مجانية التعليم بجميع مراحله وصولاً للتعليم الجامعى لكل المصريين .
كما أشار «لطفي» إلي أن وصايا الدكتور طه حسين تضمنت :
1- ان يكون التعليم إلزاميا ومجانيا لكل المصريين مع التأكيد علي ان الديمقراطية لا تتحقق إلا بالتعليم الحقيقي .
2- الانفتاح علي الغرب والاهتمام بالترجمة وكل ما يصل إليه الفكر الغربي .
3- الاهتمام بالتاريخ الاسلامى وكتابته ومراجعته من وجهة نظر حديثة .
4- أن يكون لدينا مدارس مصرية فى البلاد العربية مثلما لدينا مدارس انجليزية وفرنسية .
5- الاهتمام بالتعليم العالي وانشاء جامعات علي مستوى جامعة القاهرة.
وفي سياق متصل شدد الدكتور سامي نصار على أهمية أن يكون الفرد حرًا في اختياراته وعقلانيًا في تفكيره، وأن لا يُسلم بأي شيء مهما كان مصدره دون أن ينقد ويسأل ويُحلل، مستشهداً فيحديثه بنموذج طه حسين الذي تبنى مذهب ديكارت "الشك" ومبدأ (أنا أشك إذا أنا أفكر إذا أنا موجود)، مؤكداً مقولة "أنا لا أدخل عقلي إلا ما هو واضح ومتميز من الأفكار"، كما لفت خلال حديثه إلي كتاب «مستقبل الثقافة في مصر» لطه حسين واصفاً الكتاب بأن من يقرأه فكأنما وضع يده على منبع وأساس الثقافة الحديثة بمفهومها الاشمل.
ومن جانبه صرّح الدكتور جمال شيحة أن رسالة ورؤية بل وشعار مؤسسة شيحة تتجسَّد كُلياً في شخصية طه حسين وتري فيه مشروعاً للمستقبل، كونه رمزاً للتحدى والنجاح وإعمال العقل من أجل التغير والتنمية، مُشيراً إلي ضرورة أن تكون "الجامعات جامعات" أي تكون مراكز للبحث العلمى بحرية مطلقة وبتمويل جيد وليست مجرد مدارس تقوم على التلقين والكم، لافتاً أن هذا هو الأمر الذي لطالما ناضل من أجله العميد، واليوم تجدده المؤسسة من خلال برنامجها الثقافي "طه حسين مشروعاً للمستقبل".
وأخيراً أوضح «حسن غزالي» مُنسق عام البرنامج الثقافي "طه حسين مشروعاً للمستقبل" أن اللقاءات الخاصة بالبرنامج ستستمر على مدار عام ٢٠٢٣ وسوف يشهد شهر فبراير الجاري عدد من اللقاءات والندوات وسيتم استضافة كبار المفكرين والكتاب لفتح مناقشة عملية حول رؤية الدكتور طه حسين للتطوير والتعرف عن قرب علي خطاب العميد، وكيف أنار فكر المصريين، وكيف كانت رسالته، وما القضايا التي تناولها.